طبعاً..هزمونا وعلمونا نجوم التانجو لعبو للفوز ومنتخبنا لجأ للحل الدفاعى

بنظرة موضوعية.. فقد تلقي منتخب مصر الفائز ببطولة افريقيا درساً في تجربة فريدة لم يواجه مثلها خلال السنوات الأخيرة وربما في عمره كله.. أن يواجه فريقاً بهذه القوة والشراسة. ويتمتع بتوليفة خاصة جداً من السمعة الدولية والنجومية العالمية. مع المهارات الفردية والفهم التكتيكي وشراسة الأداء وروح القتال.. وهي كلها سمات ظهرت أيضاً علي منتخبنا في بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة بغانا. ولكن ليس بهذا المستوي الذي ظهر به راقصو التانجو في ستاد القاهرة.
لاعبو الارجنتين يمكن أن نطلق عليهم "مقاتلي التانجو" لأن أداءهم في الملعب ليس أداء راقصين. وإنما مقاتلون برتبة أركان حرب.. وبهذا الاسلوب وفي تلك التجربة استحق منتخب التانجو الفوز علي منتخبنا "2/ صفر" في مباراة تفتقد إلي المتعة الكبيرة. ولكن يمكن أن نطلق عليها مباراة "تعليمية" مفيدة جداً لمنتخبنا الذي سيلعب في بطولة العالم للقارات وسيقابل زعماء العالم الكروي بمستوياتهم الرهيبة.
وإذا اعترفنا بأن اللعب مع الارجنتين كان في مباراة "تعليمية" فسوف تتحقق الاستفادة الكبيرة.. ولابد أن يذاكرها الجهاز الفني واللاعبون لمعرفة الفرق بين السرعة والبطء. وبين الأفارقة والأباطرة. وبين الفهم التكتيكي الشامل والبعد عن الفردية والاستعراضية.. والأهم فك شفرة تلك المعادلة الغريبة التي اظهرها نجوم التانجو في الملعب بالجمع بين المهارة والشراسة حتي تصورنا أنهم يلعبون نهائي كأس العالم أمام منتخب مصر.
الهدفان جاءا في الشوط الثاني بعد أن تحول الفريق الأرجنتيني من اسلوب الهجوم الضاغط من القلب إلي الكرات العابرة للحواجز الدفاعية.. وقد حاول منتخبنا مجاراة الفريق الارجنتيني في اسلوبه. ولكنه عاني من البطء الشديد. ثم انهار بعد الهدف الأول الذي أصاب شباك الحضري في الدقيقة 67 من المباراة. ولحق به الهدف الثاني في الدقيقة .84
أداء قتالي من الفريقين في هذا الشوط بفكر واضح للمدربين ألفيو باسيلي وحسن شحاتة.. فالأول طلب من لاعبيه الضغط بقوة علي الفريق المصري. واختراق صفوفه للوصول إلي مرمي الحضري بكل السبل. بما فيها العنف المشروع.. وفي المقابل خطوط دفاعية تعد في ثلث الملعب الأخير لتضييق المساحات والمسافات أمام لاعبي الارجنتين. ولاستخلاص الكرة لشن هجمات مرتدة سريعة علي المرمي الارجنتيني.
الشق الأول من خطة شحاتة. وهو التأمين الدفاعي الشديد تحقق بنسبة نجاح 100% علي مدار الشوط خاصة أن محمد شوقي خلق عمقاً دفاعياً بين أحمد حسن وحسني عبدربه في وسط الملعب. وأمام الثنائي الدفاعي وائل جمعة وهاني سعيد.. كما ضم أحمد فتحي وسيد معوض للداخل. فتكونت كتلة حمراء صعبة الاختراق.
أما الشق الثاني "الهجومي" فلم يكن له أي وجود إلا بعد 25 دقيقة مع أول ركنية مصرية في الشوط الأول. ولأن المسافات كانت بعيدة جداً بين زيدان ومتعب وأبوتريكة. مع غياب المساندة من عبدربه وأحمد حسن. وايضا بطء الارتداد الهجومي..
وأمام حوائط الصد الدفاعية المصرية لم يفلح الفريق الارجنتيني في اختراق هذه الجوائز إلا مرتين بواسطة. الأولي كانت لجابريل هانزا في الدقيقة 12 عندما اخترق لاستقبال كرة عرضية. وقطع عليه الحضري بفدائية.. والثانية كانت لأنشط وأمهر نجوم التانجو رود ريجيز الذي اخترق بالفعل ولعب الكرة من فوق الحضري "الدقيقة 17" ولكن الأرض انشقت عن هاني سعيد ليخرج الكرة من قلب المرمي إلي ضربة ركنية.
شوط الهدفين
يبدأ الشوط الثاني بنشاط أرجنتيني. ولكنه لم يستمر طويلاً. لأن الفريق المصري دخل في المباراة بسرعة بتقارب أحمد فتحي وزيدان في الناحية اليمني. ونجح الاثنان في شن هجمة خطيرة جداً اسفرت عن عرضية من زيدان بعد 16 دقيقة إلي أبوتريكة داخل الصندوق وفي مواجهة المرمي. يلعبها ضعيفة جداً في يد الحارس الارجنتيني. لتضيع فرصة ثمينة.
هذه الفرصة المصرية ألهبت حماسة اللاعبين الارجنتينيين.. وبدأوا في الضغط بشدة. ولكن بتكتيك مختلف. بالاعتماد علي الكرات الطويلة بدلاً من الاختراق في العمق. لتفادي الحواجز البشرية في الثلث المصري.. ومن إحدي هذه الكرات الطويلة العابرة للخطوط. تخطت الكرة هاني سعيد إلي المتابع سيرجيو "الدقيقة 22" ليلعبها بسهولة في المرمي لحظة خروج الحضري.
ونفس اللعبة تكررت مرة أخري ولكن باختراق أرض خلف محمد شوقي وما بين متعب وهاني سعيد. ويخترق. ولكنه يلعب الكرة خارج القائم الايسر "الدقيقة 30".
كان هذا الهدف نقطة تحول واضحة جداً في احداث الشوط.. لأن خطوط منتخب مصر تفككت تماما واتسعت المسافات. وانقطعت الانفاس والتمريرات وسادت السيطرة للفريق الارجنتيني مع تبديلاته النشطة.. . ويحين موعد الهدف الارجنتيني الثاني في "الدقيقة 39" عندما يلعب رودريجز كرة ثابتة من ناحية اليمين إلي أقصي الناحية العكسية فوق كل المدافعين ليحولها نيكولاس بورديسو برأسه في الزاوية البعيدة خلف عصام الحضري..وتتوالي التبديلات في منتخب مصر فيخرج أحمد حسن ويلعب عمر جمال. والكل كان غائباً في هذا الشوط الذي كان ارجنتينياً لعباً ونتيجة.